1 قراءة دقيقة
هل يصح تعميم ما ورد عن معنى المأوى والمثوى ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة 


مــــفــهـوم ( مأوى ) و ( مثوى ) في القرآن الكريم 


مفهوم المـأوى :
المأوى هو المآل الأخير ، والإنسان في الآخرة يدخل عالم الخلود سواء لأهل الجنّة أم لأهل النار ، من هنا جاءت كلمة المأوى لتصوِّر هذه الحالة ..


ونلاحظ معا في الايات التاليه كيف إن (المأوى ) جائت لتصف مئالات الطرفين لأهل الجنة ولأهل النار معا ً :
(فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى) .... ..... المأوى مع الحجيم

(فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) .............المـأوى مع الجنة

(عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى) ................المأوى مع الجنة

(أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)

مفهوم المثوى :
كلمة مثوى هي تصوِّر الوجود المقيَّد في ساحة محدّدة :


(( وقال الذي اشتراه من مصر أكرمي مثواه )) ،

(( إنَّه ربّي أحسن مثواي ))

(( والله يعلم متقلبكم ومثواكم ))

(( وما كنت ثاوياً في أهل مدين ))

نرى أنَّ المثوى قريب من المجلس في مصطلحاتنا الوضعيّة ، وأهل الجنّة حركتهم ليست مقيّدة بمكانٍ محدَّدٍ كما هو أهل النار ..

وهنا نلاحظ معا كيف إن كلمة ( المثوى ) جائت حصراً مرتبطة بمآل أهل النار فقط ... ولم تأتي ولا مرة مرتبطة مع لأهل الجنه :

(فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ)

(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ )

(فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ)

(َلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ)

(قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ)

(ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ )

(فَإِن يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ وَإِن يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُم مِّنَ الْمُعْتَبِينَ)

(َالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ )

وفي هذه الايه نلاحظ معا وفي آية واحدة جائت كلمة (مثوى) و(ماوى) معاً :

(سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ)

تنويه :

ثوب ومثاب من الجذر (ث و ب)..... اما مثوى فهي من الجذر (ث و ي(


الخلاصة :

ماوى ............جائت لتصف حيثيات البقاء ومآل أهل النار أهل الجنه معاً

مثوى ...........جائت لتصف مآل أهل النار حصرا ..... و لم تأتي لاهل الجنة ابدا

بمعنى إن اهل الجنة لم تأتي كلمة مثوى معهم ابدا... اما اهل النار فجاءت بشانهم الكلمتين ( مثوى ) و ( ماوى )


وهنا يأتي ســــؤالنا :

لماذا جائت ( مأوى) لتصف مآل أهل النار ولأهل الجنه معا ً في حين جائت (مثوى) لأهل النار حصراً ...؟؟

الجواب :

هو في الاية التاليه :

( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ )

وبما إن المتقلب يعني التحرك وهو عكس (المثوى ) والتي تعني الاعتقال بلا حركة بمكان واحد ...

جائت كلمة (مثوى ) حصراً مع أهل النار ولم تأتي مع أهل الجنه ..

وهذا يثبت إن اصحاب النار ماكثون فيها بلا حراك وبلا حركة وبلا خروج وبلا شفاعة ايضا ً .. !!

(وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ )

(وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ )

خــطـأ فادح مـــــتـداول يوميا ً

بهذا يتبين الخطأ الهائل الذي تقترفه صحفنا و نقترفه نحن بحق أنفسنا او بحق موتانا حينما ندعوا لأمواتنا فنقول مثلا ً .. :

إنتقل فلان الى مثواه الاخير ...!!!

أو تغمد الله فقيدنا الراحل بالرحمة وجعل الجنة مثواه ؟؟؟

اخيرا :
جعل الله الجنة لنا ولكم  مأوى  .. وجعل الكافرين النار مثوى لهم ..

والله تعالى أعلى وأعلم

منقــول

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة